وقد استخدم الإمام الكاظم عليهالسلام عبارات ايحائية أخرى ، منتقاة بدقة :
عن زياد بن مروان القندي ، قال : دخلت على أبي ابراهيم عليهالسلام وعنده علي ابنه ، فقال لي : « يا زياد ، هذا كتابه كتابي ، وكلامه كلامي ، ورسوله رسولي ، وما قال فالقول قوله » (١).
قال الشيخ الصدوق بعد رواية الخبر : إن زياد بن مروان القندي روى هذا الحديث ثم انكره بعد مضي موسى عليهالسلام وقال بالوقف ، وحبس ماكان عنده من مال موسى بن جعفر !
أولى الإمام الكاظم عليهالسلام عناية خاصة بولده الرضا عليهالسلام وأحاطه باهتمام ملحوظ منذ نعومة أظفاره مما جعل الانظار تتجه إليه والألسن تتحدث عنه ، ومن الروايات الواردة في هذا الشأن ، ما أخرجه الشيخ الصدوق : عن المفضل بن عمر ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام وعلي ابنه في حجره وهو يقبّله ويمصّ لسانه ، ويضعه على عاتقه ويضمه اليه ، ويقول : « بأبي أنت وأمي ، ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ! » قلت : جعلت فداك ، لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لأحد إلّا لك. فقال لي : « يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبي عليهالسلام ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) » (٣).
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٣٩ ، ح ٢٥ ، باب (٤) ، أعلام الورى ٢ : ٤٥.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ٣٤.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٨٦ ، ح ٢٨ ، باب (٤).