خالفه » (١).
قاد إمامنا عليهالسلام حملة تصحيحية واسعة على الصعيد الفكري ، كان لها الأثر البالغ في فضح وتعرية المفاهيم المغلوطة ، ومواجهة السذاجة الفكرية ، وهنا نود التعجيل بإيراد الشواهد على ذلك :
دخل على علي بن موسى الرضا عليهالسلام قوم من الصوفية فقالوا : إن أمير المؤمنين المأمون لما نظر فيما ولاه من الأمور فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس ، ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى بالناس عن كل واحد منهم ، فرد هذا الأمر إليك ، والإمامة تحتاج إلى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب ويعود المريض ويشيع الجنائز ، وكان الرضا متكئاً فاستوى جالساً ، ثم قال : « كان يوسف بن يعقوب نبياً فلبس أقبية الديباج المزركشة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب وجلس على متكآت آل فرعون ، وحكم وأمر ونهى ، وإنما يراد من الإمام قسط وعدل ، إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز ، إن الله لم يحرّم ملبوساً ولا مطعوماً » وتلا قوله : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) (٢).
وبهذا تلقى المتصوفة درساً بليغاً في الزهد حريا بأن يكون موعظة
________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٨٢ ، باب : ذكر طرف من دلائله وأخباره.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ٣٢.
(٣) الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ٢٥١ ، الفصل الثامن.