عندكم (١).
شغلت إمامة محمد بن علي عليهالسلام حيزاً كبيراً من عناية الإمام الرضا عليهالسلام ، وذلك بسبب تأخر ولادته ومن ثم اضطلاعه بالإمامة مع صغر سنه ، الأمر الذي لم تألفه الشيعة من قبل ونتيجة لذلك تصدّىٰ الإمام الرضا عليهالسلام بنفسه لتوضيح ما قد خفي على بعضهم ، وذكّرهم بما حصل في تاريخ الأنبياء عليهمالسلام وما جرىٰ في الأنبياء لا يمتنع جريانه في أوصيائهم عليهمالسلام. وعند استطلاع الروايات التي تتناول إمامة محمد التقي عليهالسلام نجد أن والده الرضا عليهالسلام كان ينوه بمكانته ومنزلته منذ صغره ، روي عن يحيى الصنعاني قال : كنت عند أبي الحسن عليهالسلام فجيء بابنه أبي جعفر عليهالسلام وهو صغير ، فقال : « هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه » (٢).
وأما عن مسألة صغر السن فقد أجاب عليها إمامنا الرضا عليهالسلام إجابة استقاها من أُصول قرآنية صافية ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليهالسلام قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول : يهب الله لي غلاماً ، وقد وهبك الله وأقرّ عيوننا ، فلا أرانا الله يومك ، فإن كان كون فإلى مَن ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه ، فقلت له : جعلت فداك ، وهذا ابن ثلاث سنين ؟! قال : « وما يضرّه من ذلك ، وقد قام
________________
(١) المصدر السابق.
(٢) بحار الأنوار ٥٠ : ٢٥ / ١٣.