وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (١) ثم ردّ المخاطبة في أثر هذه إلى سائر المؤمنين ، فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (٢) يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحُسدوا عليهما ، فقوله عزوجل : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (٣) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين ، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.. » (٤).
والرواية طويلة قد استعرض الإمام عليهالسلام فيها الآيات الواردة في حق أهل البيت عليهمالسلام كآية التطهير والمودة والمباهلة ، كما ذكّرهم باخراج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس من مسجده ما خلا العترة ، وتطرق لحديث مدينة العلم ، ومجيء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ باب علي وفاطمة عليهماالسلام تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات ، فيقول : « الصلاة رحمكم الله » وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرم الله تعالى بها أهل البيت عليهمالسلام وخصصهم من دون سائر الأُمة.
وكان لهذه المناظرة وقع في نفوسهم بما تميّزت به من براهين قرآنية وأحاديث نبوية لم يرق لها الشك وبذلك أدار دفة عقولهم نحو وجهة جديدة ، فقال المأمون والعلماء : جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن هذه الأمة خيراً ، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا
________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٥٤.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٥٩.
(٣) سورة النساء : ٤ / ٥٤.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٠٧ ، ح ١ ، باب (٢٣).