الواضحة حولها ، مستبعداً الحقائق المبتورة والمشوهة عنها ، والأهم من كل ذلك إبقاؤها حية وساخنة في نفوس الناس وفتح بصائرهم على الأسرار الكامنة وراءها.
المبحث الثالث : قاعدة الإمامة في عصر الإمام الرضا عليهالسلام
توفرت للامام الرضا عليهالسلام قاعدة جماهيرية واسعة لم تتوفر لإمام من أئمة أهل البيت عليهمالسلام قبله ، فقد « رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهمالسلام ، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليهالسلام » (١).
وسوف نقف على بعض معالم هذه القاعدة من خلال ثلاثة أصناف :
تتبدى لنا عظمة الإمام الرضا عليهالسلام واستحقاقه للإمامة من كلمات التقدير والثناء التي أطراه بها كبار علماء الشيعة من محدثين ومفسرين وكتاب ومتكلمين ، وبعضهم تلاميذه المشهورون كأبي الصلت الهروي وإبراهيم بن عباس الصولي وأحمد بن محمّد ابن أبي نصر البزنطي والحسن ابن محبوب ، بعد أن وجدوه بحراً لايدرك غوره ، وجبلاً شامخاً لاتهزه عواصف الأحداث وأراجيف المبطلين ، ويقف العالم الجليل أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي في طليعة محدثي الشيعة الذين رافقوا الإمام الرضا عليهالسلام وغرفوا من نمير علمه ، قال : ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ، ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في
________________
(١) من حديث للامام الجواد عليهالسلام رواه البزنطي عنه. انظر : عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢٢ ، ح ١ ، باب (١).