أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : « ابني عليّ أكبر ولدي ، وآثرهم عندي ، وأحبهم إليّ ، وهو ينظر في الجفر ولم ينظر فيه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ » (١).
فهنا لم يصرح الإمام الكاظم عليهالسلام علناً بإمامة ولده الرضا عليهالسلام ولكن ذكر « الجفر » وكون النظر فيه من اختصاص النبي أو الوصي ، فهذه الجملة تعطي إيماءة مهمة على إمامته ، وخاصة بعد سبقها بذكر علامات أخرى ، ككونه أكبر ولده وأحبهم اليه ، وآثرهم عنده ، وهي من صفات الإمام الذي يخلف أباه في الإمامة كما جاءت بهذا أحاديث صريحة كثيرة لا حصر لها.
وهنا نجد الإمام الكاظم عليهالسلام يصرح بصورة لالبس فيها بإمامة ولده ، ويحدد القول الفصل حول إمامته بوضوح لا يخفىٰ ، وهذا الأسلوب تتوضح خطوطه من خلال روايات عديدة ، وبعد دراستنا لها ، نلاحظ :
اذ نلاحظ أن الإمام الكاظم عليهالسلام يغتنم كل مناسبة لكشف النقاب عن إمامة ولده الرضا عليهالسلام ، ويبدو أنه كان يركز على ثقات أصحابه وشيعته ، من أجل تمهيد الطريق أمام إمامة ولده ، حاملاً على كتفه عب ء إيصال هذه الأمانة الإلهية الخطيرة ، ومدركاً في الوقت نفسه بأن هناك من تسوّل له نفسه الخروج عن وصيته بإمامة ابنه ، ففي اسناد ينتهي إلىٰ غنام بن القاسم
________________
(١) اعلام الورى ٢ : ٤٤.