السوء والفحشاء :
عن الوشّاء ، قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : « كان الرجَّل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين » (١).
يحثّ الإمام عليهالسلام على الحلم ويعتبره من علامات الفقه كالعلم والصمت ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قال أبو الحسن الرّضا عليهالسلام : « من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت.. » (٢).
ويحدّد لنا قاعدتين تربويتين ، هما : السكوت عن الجاهل ، وعدم عتاب الصديق ، فكثيراً ما تكون البيئة التي تربّىٰ فيها والتربية الخاطئة التي تلقاها ، هي السبب في بعض تصرفاته غير السليمة ، وهنا لابدّ من السكوت وغضّ النظر عن الهفوات غير المهمة التي تصدر منه بصورة عفوية ، وعدم معاتبته عليها ، لأن العتاب قد يتطوّر إلىٰ جدال بالباطل ، الأمر الذي قد يتسبّب في قطع عروق العلائق بين الجانبين. وهنا يصبّ إمامنا عليهالسلام هذه القواعد التربوية في قالب جميل من الشعر ، قال له المأمون (٣) : هل رويت من الشعر شيئاً ، فقال عليهالسلام : قد رويت منه الكثير ، فقال : أنشدني أحسن ما رويته في الحلم ، فقال عليهالسلام :
إذا كان دوني من بليت بجهله |
|
أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل |
وإن كان مثلي في محلي من النهى |
|
أخذت بحلمي كي اجل عن المثل |
________________
(١) اُصول الكافي ٢ : ١١٦ ، ح ١٩ ، باب : الصمت وحفظ اللِّسان.
(٢) اُصول الكافي ٢ : ١١٣ ، ح ١ ، باب : الصمت وحفظ اللِّسان.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٧ ، ح ١ ، باب (٤٣).