دار الحوار حول تفسير بعض الآيات القرآنية التي تدل على أفضلية ومكانة أهل البيت عليهمالسلام وبالتالي أهليتهم للإمامة ، ولكنها فُسِّرت على غير معناها الحقيقي ، وضُرب حولها سور هائل من التعتيم ، فأزال إمامنا سوء الفهم الحاصل ، وحدّدَ المعنى المراد.
والملاحظ أنه استعمل المنهج « النقلي » معتمداً على القرآن والسنة ، ومستعملاً في التفسير منهج « التفسير الموضوعي » وليس المنهج التجزيئي الذي ينظر للآية بمعزل عن الآيات الأخرى ، وقد مرّ نص هذا الحوار في الفصل الثالث ، وعرفنا كيف احتج الإمام عليهالسلام بنصوص كثيرة من القرآن الكريم تلاها علىٰ مسامع المأمون ومن كان معه بكل بسالة ولم يأبه بالمأمون ولا بحاشيته أو مخالفيه في العقيدة.
ثمّ طلب منه العلماء أن يستشهد بآيات تدل على اصطفاء الله تعالى لآل البيت عليهمالسلام في الكتاب ، فذكر اثنتا عشرة آية تدل على ذلك : منها (آية الإنذار) و (آية التطهير) و (المباهلة) وعند آية (المودّة في القربىٰ) قال : « وهذه خصوصية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ يوم القيامة وخصوصية للآل دون غيرهم ، وذلك ان الله عزّوجلّ حكىٰ في ذكر نوح في كتابه : ( وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ.. ) (١) وحكىٰ عزّوجلّ عن هود انه قال : ( يَا قَوْمِ
________________
(١) سورة هود : ١١ / ٢٩.