أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) منهم بأنّك لا تُرى » ، فقال المأمون : لله دَرُّك يا أبا الحسن (٢).
تمثل الإمامة معلماً أساسياً من معالم الإسلام ، التي بينها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأمة إكمالاً للدين وإتماما للنعمة. وهي تمثل ـ من جانب آخر ـ لبنة أساسية في بنية الفكر الإسلامي عامة والشيعي على وجه الخصوص ، لا سيما إذا ما عرفنا بان التشيع هو تجسيد لمبدأ الإمامة.
وفي ظل التجميد المتعمد لإطروحة الإمامة ، حاول الأئمة عليهمالسلام الاحتفاظ بهذه الإطروحة حية في وعي الأمة ولو على المستوى النظري ، لأن غيابها من ذاكرة الأمة تأكيد لحالة المصادرة وإلغاء لهذا المفهوم الهام من منظومة الأفكار والمفاهيم المتحركة في واقع التصور الإسلامي.
وكنا قد ذكرنا في الفصل الثالث موقف الإمام الرضا عليهالسلام من الإمامة ، ويهمّنا هنا أن نستشهد بنماذج من مناظراته حول موضوع الإمامة كشاهد على ذلك.
وصف الرّيان بن الصلت مجلساً للمأمون بمرو ، وقد اجتمع فيه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، وتطرّق الحديث لعدّة محاور تتعلّق بإمامة أهل البيت عليهمالسلام وفضائلهم ، هي :
________________
(١) سورة الأعراف : ٧ / ١٤٣.
(٢) كتاب التوحيد ، الصّدوق : ١٢١ ، ح ٢٤ ، باب (٨).