مجالس له ذوات عدد علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتّى ما بقي أحد منهم إلّا أقرّ له بالفضل وأقرّ علىٰ نفسه بالقصور (١). ولأبي الصلت شهادات أُخر يصوغها بعبارة جامعة ، يرى فيها الإمام عليهالسلام اسم على مسمىٰ ، فيقول : كان والله رضىً كما سمي (٢).
وهناك شهادة أخرى من كاتب ٍ كبير وشاعرٍ ملهم هو إبراهيم ابن العباس الصولي الذي عاصر الإمام عليهالسلام واتصل به اتصالاً وثيقاً ، وقد لخّص انطباعه عن الإمام عليهالسلام بقوله : ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، وشاهدت منه ما لم أشاهد من أحد (٣) ، وقال : ما رأيت الرضا عليهالسلام سئل عن شيء قطُّ إلّا علمه ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلىٰ وقته وعصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيب عنه (٤).
ومن علماء الشيعة البارزين أحمد بن محمد ابن أبي نصر البزنطي المتوفى سنة (٢٢١ هـ ) وكان كوفياً ثقةً ، لقي الإمام الرضا عليهالسلام ، وكان عظيم المنزلة عنده ، وروىٰ عنه كتاباً ، وله من الكتب (كتاب الجامع) وله (كتاب النوادر) ، كان واقفياً ثم رجع لما ظهر له من المعجزات على يد الإمام الرضا عليهالسلام الدالة على صحة إمامته ، فالتزم الحجة وقال بإمامته وإمامة من بعده من ولده (٥). أما الحسن بن محبوب السراد ، ويقال له الزراد ، المتوفى
________________
(١) إعلام الورى ٢ : ٦٤.
(٢) كشف الغمة ٣ : ٨٣.
(٣) إعلام الورى ٢ : ٦٣.
(٤) إعلام الورىٰ ٢ : ٦٣.
(٥) اُنظر : الخرائج والجرائح ٥ : ٦٦٢.