العامة جميع ما في الكون ، فعن الحسين بن خالد ، قيل للإمام الرضا عليهالسلام : .. يابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت ؟ قال : « الرَّابع من ولدي ابن سيّدة الإماء ، يطهر الله به الأرض من كلِّ جور ، ويقدِّسها من كلِّ ظلم ، وهو الّذي يشكَّ النّاس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين النّاس فلا يظلم أحدٌ أحداً.. » (١).
وكانت القضية المهدوية تتغلغل في أعماق قلبه تغلغلاً عميقاً ، وكان لسانه يلهج بالثناء والمدح والتقدير لصاحب الزمان (عجل الله فرجه) ويركز على أوجه التشابه بينهما ، فعن الحسن بن محبوب أن الإمام الرضا عليهالسلام قال : « .. بأبي وأمّي سميَّ جدِّي صلىاللهعليهوآلهوسلم وشبيهي وشبيه موسىٰ بن عمران عليهالسلام عليه جيوب النور ، يتوقّد من شعاع ضياء القدس.. يكون رحمةً على العالمين ، وعذاباً على الكافرين » (٢).
وكانت الشيعة بعد وفاة والده الكاظم عليهالسلام قد دخلت في مرحلة الحيرة والتساؤل ، تتساءل عن صاحب هذا الأمر من بعده ، بعد أن اختلطت الرؤية عند البعض فتصورا أن الإمام الرضا عليهالسلام هو الإمام المهدي (عجل الله فرجه) نفسه ، لذلك لم يترك إمامنا عليهالسلام مناسبة إلّا واغتنمها من أجل تبيان هوية الإمام المهدي (عجل الله فرجه) الحقة ، وإبقاء هذه المسألة الحيوية حيةً وساخنة ، فعن أيّوب بن نوح ، قال : قلت للرِّضا عليهالسلام : إنّا لنرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يردَّه الله عزَّوجلَّ إليك من غير
________________
(١) إكمال الدين واتمام النعمة / الشيخ الصدوق ٢ : ٣٧٢ / ح ٥ باب (٣٥).
(٢) إكمال الدين وإتمام النعمة / الشيخ الصدوق ٢ : ٣٧٠ / ح ٣ باب (٣٥).