المؤمنين عليهالسلام : لاتتجاوزوا بنا العبودية ، ثم قولوا ما شئتم ولن تبلغوا ، وإيّاكم والغلو كغلو النّصارى ، فإنّي بريء من الغالين ».
وسئل عليهالسلام ـ في الرواية نفسها ـ عن قول الغلاة (لعنهم الله) في أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال عليهالسلام : « سبحان الله عمّا يقول الظالمون والكافرون علوّاً كبيراً !! أوليس علي كان آكلاً في الآكلين ، وشارباً في الشاربين ، وناكحاً في الناكحين ، ومحدثاً في المحدثين ؟ وكان مع ذلك مصلّياً خاضعا بين يدي الله ذليلاً ، وإليه أوّاها منيباً ، أفمن هذه صفته يكون إلهاً ؟! فإن كان هذا إلهاً فليس منكم أحد إلّا وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدوث الموصوف بها ».
ثم قال عليهالسلام عن شبهة المعجزات التي تشبث بها الغلاة (لعنهم الله) : « لمّا ظهر منه (الفقر والفاقة) دلّ على أنّ من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لاتكون المعجزات فعله ، فعلم بهذا أنَّ الذي أظهره من المعجزات إنّما كانت فعل القادر الذي لايشبه المخلوقين ، لافعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف » (١).
وسأله المأمون ذات يوم عن الغلاة فقال عليهالسلام : « حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لاترفعوني فوق حقي ، فان الله تبارك وتعالى اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبياً ، قال الله تبارك وتعالى : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ
________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، باب (٣١٤).