الرضا عليهالسلام : « إن أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ».
فكتب إليه : ان لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (١).
قال الصدوق : لم يكن موسى بن جعفر عليهماالسلام ممن يجمع المال ، ولكنه حصل في وقت الرشيد وكثر أعداؤه ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلّا على القليل ممن يثق بهم في كتمان السر ، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك ، على أنها لم تكن أموال فقراء وإنما كانت أموالاً تصله بها مواليه لتكون له إكراماً منهم له وبرا منهم به (٢).
لقد تمسّك هؤلاء بشبهة ذرائعية تواصوا عليها وأشاعوا ما استطاعوا إلىٰ ذلك سبيلاً ، واستخدموا لذلك أساليب وفنون :
عن علي بن رباط ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليهالسلام : ان عندنا رجل يذكر أن أباك عليهالسلام حي ، وأنك تعلم من ذلك ما تعلم !! فقال عليهالسلام : « سبحان الله مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يمت موسى بن جعفر عليهالسلام ؟! بلى والله لقد مات وقسمت أمواله ونكحت جواريه (٣) ».
ولما أصرّ الواقفة على العناد واشتد أوار فتنتهم وغلا مرجلها ، لعنهم الإمام الرضا عليهالسلام ووصمهم بالكذب ، وكان ينمّي وعي أصحابه ويبين لهم حقيقة الحال : عن جعفر بن محمد النوفلي ، قال : أتيت الرضا وهو بقنطرة
________________
(١) علل الشرائع ١ : ٢٧٦ ، ح ٢ ، باب (١٧١).
(٢) علل الشرائع ١ : ٢٧٦ ، ح ٢ ، باب (١٧١).
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٠ ، ح ٩ ، باب (٨).