قال عبد الرحمن بن أبي نجران : فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب الله له أبا جعفر عليهالسلام في أقلَّ من سنة ، قال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفاً في الطواف فنظر إليه أبو الحسن عليهالسلام فقال له : « ما لك حيّرك الله » ، فوقف عليه بعد الدَّعوة (١).
لقد كان الواقفة من أشد الناس عناداً للحق لأنهم لا يؤمنون بكل شيء خالف عقيدتهم ولو كان بيناً كالشمس في رائعة النهار. ويكفي أنهم أنكروا عشرات الادلة والبينات والشهادات المتواترة على موت الإمام الكاظم وتشييعه وتغسيله وتكفينه ودفنه عليهالسلام.
ومن هنا لعنهم الإمام الرضا عليهالسلام كما لعن الغلاة من قبل يروى أنه سئل عن الواقفة ، فقال : « ( مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) (٢) والله إن الله لايبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم » (٣).
ومن الأهمية بمكان القول بأن التشيع قد انبسط في أيام إمامنا ورجع إلى إمامته أكثر الضالين بعد وفاة أبيه وجده عليهماالسلام ، وقد وجدنا أن بعض كبار أقطاب الواقفة قد ثابوا إلى رشدهم فاستبصروا بمجرّد مراسلتهم للإمام عليهالسلام أو مقابلتـهم العابـرة لـه ، منهم : أبو نصر البزنطي (٤) ، وعبد الله بن المغيرة (٥).
________________
(١) اعلام الورى ١ : ٥٧ ، الفصل الثالث ، بحار الأنوار ٤٩ : ٣٤ ، ح ١٣ ، باب (٣).
(٢) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٦١ و ٦٢. |
(٣) المناقب / ابن شهرآشوب ٤ : ٣٥٨. |
(٤) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٦٢ ، ح ٥ ، فصل : في أعلام الإمام الرضا عليهالسلام.
(٥) الخرائج والجرائح ١ : ٣٦٠ ، ح ١٥ ، باب (٩).