يفعلُ » (٣).
واستمر الإمام عليهالسلام في إيراد الأدلة على جواز البداء حتى أذعن سُليمان المروزي للمأمون ، قائلاً : يا أمير المؤمنين لا اُنكرُ بعد يومي هذا البَداء ولا اُكذِّب به إن شاء الله (٤).
ثم تطرّقا في المناظرة إلىٰ مواضيع أخرىٰ منها ما كان حول الإرادة ، وهل هي اسم أم صفة ، وهل يعلم الله تعالىٰ جميع ما في الجنة والنار ، وما إلىٰ ذلك إلىٰ أن انقطع سليمان عن الإجابة ، وعندها قال المأمون : « يا سليمان هذا أعلم هاشميٍ ».
وهكذا نجد أن إمامنا عليهالسلام قد استطاع الصمود وسط العواصف الفكرية التي أثارها المأمون من حوله بما امتلكه من عمق علمي وبصيرة ثاقبة.
وهو في الوقت نفسه كان يدافع ـ بقوة ـ عن العقيدة الإسلامية ، يذبّ عنها حملات المشكّكين والمنكرين ، ويصحّح رؤىٰ بعض علماء المسلمين ، وعموماً فقد أحدث هزة عنيفة في قناعات العديد من الشخصيات التي ناظرها ، وقد لاحظنا كيف أن البعض منهم قد اعترف بقصوره وخطأ تصوراته ، بينما اكتفى من لم يمتلك الشجاعة الكافية ومن لم يبصر نور الحقيقة بالسكوت.
* * *
________________
(١) التوحيد / الصّدوق : ٤٤١ ، باب (٦٦).
(٢) التوحيد / الصّدوق : ٤٤١ ، باب (٦٦).