قال : « يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم ، إن الله تبارك وتعالىٰ لم يقبض نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن ـ إلى أن يقول : ـ ولم يمضِ صلىاللهعليهوآلهوسلم حتىٰ بيّن لأمته معالم دينهم ، وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد الحق وأقام لهم علياً عليهالسلام علماً وإماماً... فكانت له ـ أي للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ خاصة فقلدها صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً بأمر الله عزّوجلّ على رسم ما فرضها الله عزّوجلّ ، فصارت في ذرّيته الأصفياء.. فهي في ولد علي عليهالسلام خاصة إلىٰ يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم .. إن الإمامة خلافة الله عزّوجلّ وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين عليهماالسلام » (١).
ومن يتمعّن في استشهادات الرضا عليهالسلام حول إمامة آبائه يلمس العمق العلمي الذي يجده جلياً في الاستشهادات التي يسوقها من القرآن والسنة وثمة شواهد عديدة علىٰ ذلك ، منها : عن عبد الله بن أبي الهذيل : سألته عن الإمامة فيمن تجب ، وما علامة من تجب له الإمامة ؟ فقال : « إن الدليل علىٰ ذلك والحجّة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالأحكام أخو نبيّ الله وخليفته على أمته ووصيه عليهم ووليه الذي كان بمنزلة هارون من موسىٰ ، المفروض الطاعة بقول الله عزوجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (٢) الموصوف بقوله عزّوجلّ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٣) والمدعو إليه بالولاية المثبت له
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٩٥ / ٢٠.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٥٩.
(٣) سورة المائدة : ٥ / ٥٥.