عليهم اسامة بن زيد (١) وذلك لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشر للهجرة ، وقال لاسامة : « سر الى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش ، فاغز صباحا على أهل ابنى (٢) وحرّق عليهم ، واسرع السير لتسبق الاخبار ، فان أظفرك الله عليهم فاقل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدم العيون والطلائع معك .. »
وفى اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر ألم المرض به فاصابته حمى ملازمة وصداع شديد قيل انهما كانتا مسببين عن الطعام المسموم الذي ذاقه في خيبر فكان يقول! « ما زلت أجد ألم الطعام الذي اكلته بخيبر (٣)
ولما اصبح اليوم التاسع والعشرين من صفر رأى أصحابه وقد دب فيهم التمرد والتخاذل خرج بنفسه مع ما مني به من المرض فحثهم على
__________________
(١) اسامة بن زيد : بن حارثة بن شراجيل بن كعب بن عبد العزى الكلبي أمه أم ايمن ، واسمها بركة مولاة رسول الله (ص) وحاضنته اختلف فى سنه يوم مات رسول الله (ص) فقيل ابن عشرين سنة ، وقيل ابن تسع عشرة ، وقيل ابن ثمان عشرة سنة ، سكن بعد موت النبي (ص) وادى القرى ثم رجع الى المدينة فمات بالجرف في آخر خلافة معاوية وكانت وفاته سنة ثمان او تسع وخمسين من الهجرة وقيل سنة اربع وخمسين جاء في الاستيعاب المطبوع عن هامش الاصابة ١ / ٣٤ ـ ٣٥ ، ومما يؤسف انه انحرف عن الحق فانه لم يبايع امير المؤمنين حينما آلت إليه الخلافة والسبب في ذلك ان هبات الامويين واموالهم الوفيرة التي اغدقوها عليه حرفته عن امير المؤمنين.
(٢) ابنى ـ بضم الهمزة وسكون الباء ثم نون مفتوحة بعدها الف مقصورة ـ : ناحية بالبلقاء من ارض سوريا بين عسقلان والرملة وهي قرب موتة التي استشهد عندها زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب.
(٣) مستدرك الحاكم ٣ / ٥٨