المسير وحفزهم على الخروج ، وعقد اللواء بنفسه لأسامة وقال له :
« اغز بسم الله ، وفي سبيل الله ، وقاتل من كفر بالله »
فخرج بلوائه معقودا ودفعه الى بريدة ، وعسكر بالجرف ، وتثاقل القوم من الالتحاق به واظهروا التمرد والتخاذل يقول عمر لاسامة :
« مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنت علي امير؟! » (١)
وانطلقت السنتهم بالنقد اللاذع والاعتراض المر على تأمير أسامة ، وتثاقلوا من الالتحاق بالجيش فوصلت كلماتهم الى مسمع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد ازدادت به الحمى المبرحة واخذ منه الصداع القاسي مبلغا ليس بالقليل فغضب صلىاللهعليهوآلهوسلم وخرج وهو معصب الرأس مدثر بقطيفته وقد برّح به الحزن لانه رأى أن الوسيلة التي مهدها لغايته ستبوء بالفشل وعدم النجاح فصعد المنبر وذلك في يوم السبت لعشر خلون من ربيع الاول ، فاظهر سخطه البالغ وغضبه الشديد على عدم تنفيذهم لأوامره قائلا :
« أيها الناس ، ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميرى أسامة؟ ولئن طعنتم في تاميرى اسامة لقد طعنتم في تأميرى أباه من قبله وايم الله إنه كان لخليقا بالامارة وان ابنه من بعده لخليق بها »
ثم نزل عن المنبر ودخل بيته (٢) وجعل يوصى بالالتحاق به وهو يقول :
« جهزوا جيش اسامة »
« نفذوا جيش اسامة »
« لعن الله من تخلف عن جيش أسامة »
__________________
(١) السيرة الحلبية ٣ / ٣٤ وغيره من المحدثين والمؤرخين
(٢) السيرة الحلبية ٣ / ٣٤