له الحقد وأجمع رأيهما على صرف الأمر عنه وانضم إليهما عويم بن ساعدة الأوسي ، ومعن بن عدى حليف الانصار ، وكانا من حزب أبي بكر ومن اوليائه على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالاضافة الى ذلك انهما كانا يضمر ان الحقد والشحناء لسعد بن عبادة فانطلقا الى أبي بكر وعمر مسرعين فاخبرهما باجتماع الانصار في السقيفة وانهم قد اجمعوا على تولية سعد بن عبادة (١) فذهل أبو بكر وقام مسرعا ومعه عمر وتبعهما أبو عبيدة بن الجراح (٢) وسالم مولى أبي حذيفة ولحقهم آخرون من حزبهم من المهاجرين ، فكبسوا الانصار في ندوتهم فغاض لون سعد واسقط ما في أيدي الانصار وساد عليهم الوجوم والذهول ، واراد عمر أن يتكلم فمال إليه أبو بكر فهمس في أذنه قائلا :
« رويدك يا عمر حتى اتكلم .. »
وافتتح أبو بكر الحديث فقال :
« نحن المهاجرون أول الناس اسلاما ، وأكرمهم احسابا ، وأوسطهم دارا ، وأحسنهم وجوها ، وأمسهم برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رحما وانتم اخواننا في الاسلام ، وشركاؤنا في الدين نصرتم وواسيتم فجزاكم الله خيرا. فنحن الأمراء وانتم الوزراء ، لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش ، فلا تنفسوا على إخوانكم المهاجرين ما فضلهم الله به ، فقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ـ يعني عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح ... » (٣)
ان أوثق الأدلة التي أقامها أبو بكر على احقية المهاجرين بالخلافة
__________________
(١) العقد الفريد ٣ / ٦٢
(٢) تأريخ الطبرى ٣ / ٢٠٨
(٣) العقد الفريد ٣ / ٦٢