والإمرة هي ما يلي :
١ ـ إنهم أول الناس اسلاما
٢ ـ إنهم أمس الناس رحما برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولم يفصح في استدلاله عن أول من آمن بالله ، واستجاب لدعوة نبيه ، ووقف إلى جانبه يصد عنه الاعتداء ، ويحميه من جبابرة قريش وهو الامام أمير المؤمنين عليهالسلام ابن عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وزوج ابنته ، وأبو سبطيه ، وباب مدينة علمه ، فقد تناساه أبو بكر ورشح أبا عبيدة ، وابن الخطاب لمنصب الخلافة ، وهل كانت له ولاية على المسلمين حتى يرضى لهم ويختار من يتولى قيادتهم ويدير شئونهم وقد علق الامام أمير المؤمنين على احتجاجه بقوله : « احتجوا بالشجرة واضاعوا الثمرة » وما ابلغ هذا القول!! وما أروع هذا الاحتجاج!! فقد تمسك المهاجرون بقربهم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واستدلوا به على احقيتهم بالأمر ، وتغافلوا عن عترته وذريته ووديعته وعدلاء كتاب الله ، وقد خاطب أمير المؤمنين أبا بكر بذلك ، واستدل عليه بعين ما استدل به أبو بكر على الانصار فقال له :
فان كنت بالقربى
حججت خصيمهم |
|
فغيرك اولى
بالنبي وأقرب |
وإن كنت بالشورى
ملكت أمورهم |
|
فكيف بهذا
والمشيرون غيب |
وخاطب عليهالسلام القوم مرة أخرى فقال لهم : « والله ، إني لأخوه ـ اى أخ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ووليه وابن عمه ووارث علمه ، فمن احق به منى » (١) لقد عدل القوم عن أبي الحسين وتناسوا فضائله ومآثره ووصايا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه طمعا في الخلافة وتهالكا على الامارة.
__________________
(١) خصائص النسائي : ص ١٨ ، مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٦