نستقبل الحسن عليهالسلام في عهد عثمان وهو في شرخ الشباب وعنفوانه فقد كان عمره ينيف على عشرين عاما وهو دور يسمح لصاحبه أن يخوض معترك الحياة ، وأن يعطي رأيا في الناحية الاجتماعية فدخل الامام عليهالسلام في دوره هذا ـ على ما قيل ـ ميدان الجهاد « والجهاد باب من أبواب الجنة » فانضم الى المجاهدين حيث اتجهت ألويتهم الفاتحة الى احتلال افريقية ، سنة ست وعشرين من الهجرة (١) وتذكر المجاهدون في حفيد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم شخصية جده ، فأبلوا بلاء حسنا حتى فتح الله على أيديهم وبعد ما وضعت الحرب أوزارها اتجه الحسن عليهالسلام الى عاصمة جده صلىاللهعليهوآلهوسلم والنصر حليفه وقلبه مفعم بالسرور والارتياح لتوسع النفوذ الاسلامى وانتشار دين جده ، ولما كانت سنة ثلاثين من الهجرة اتجهت الجيوش الاسلامية الفاتحة والتي يرف النصر عليها
__________________
(١) العبرج ٢ ص ١٢٨ و١٢٩ لابن خلدون ، وجاء فيه ان عثمان وجه جيشا الى غزو افريقية فى سنة خمس وعشرين وكانت قيادة الجيش بيد عبد الله ابن نافع وعقبة بن نافع بن عبد القيس ، فتوجه الجيش الى افريقية وكان عدده عشرة آلاف ، فلما وصلوا إليها لم يتمكنوا على فتحها وصالحهم اهلها على مال يؤدونه إليهم ، ثم ان عبد الله بن ابى سرح اخا عثمان من الرضاعة استأذن عثمان على غزو افريقية وطلب منه ان يمده بالجيش فاستشار عثمان الصحابة فحبذ إليه اكثرهم ذلك ، فجهز عثمان إليه جيشا من المدينة فيهم ابن عباس وابن العاص وابن جعفر والحسن والحسين فساروا الى افريقية ففتحوها وذلك في سنة ست وعشرين ولم يذكر صاحب الفتوحات الاسلامية انضمام الحسن والحسين عليهماالسلام الى الجيش.