الى احتلال طبرستان فانضم الحسن عليهالسلام إليها (١) وببركته فتح الله على أيديهم ورف لواء الاسلام عليها ، ففي سبيل المصلحة العامة وخدمة الدين اللذين هما فوق سائر الاعتبارات دخل الامام الحسن عليهالسلام في ميدان الجهاد والكفاح ، والقى الستار على ما يكنه في نفسه من الاستياء على ضياع حق أبيه ، وهو درس رائع يجب أن تستفيد منه الاحزاب السياسية القائمة في البلاد من ان عنعنات الحزبية يجب ان تلغى أمام صالح البلاد والمجتمع.
وساس عثمان الامة حفنة من السنين فكانت سياسته بعيدة كل البعد عن سنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيرة الشيخين وبعيدة كل البعد عن روح ذلك العصر لأنها لم تتفق مع الناحية الدينية والاجتماعية لذلك كتب لها الفشل والخذلان ، وسبب ذلك يرجع الى عدم قدرة الخليفة على ادارة شئون الامة وعجزه من الناحية الادارية ، وضعف ارادته ضعفا يلمس في كافة أعماله ، وصدق « امرسن » في قوله :
« إن قوة الارادة سر النجاح ، والنجاح غاية الوجود ، فان قوة إرادة نابليون ، وكرنت ، والاسكندر وغيرهم من رجال التأريخ هي التي
__________________
(١) تأريخ الامم والملوك ج ٥ ص ٥٧ و٥٨ العبر ج ٢ ص ١٣٤ الفتوحات الاسلامية ج ١ ص ١٧٥ جاء فى كل هذه المصادر انه غزا سعيد بن العاص طبرستان سنة ثلاثين من الهجرة ، وكان الأصبهبد قد صالح سويد بن مقرن على مال بذله له في ايام عمر بن الخطاب ، فلما كان دور عثمان جهز إليهم جيشا بقيادة سعيد بن العاص ، كان فيه الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وغيرهم فلما وصلوا إليها فتحوها ، وقال الراغب الاصفهاني فى محاضرات الادباء ج ١ ص ٧٦ الأصبهبد هو صاحب الجبل وهو الصواب لا الأصبهبد.