والتساهل فيها للحفاظ على النظام العام ، وصيانة النفوس ، وحمايتها من الاعتداء وليس للحاكم ان يقف موقف اللين والتسامح مع المعتدى مهما كانت له من مكانة مرموقة في المجتمع ، وقد أعلن ذلك الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وطبقه على واقع الحياة فقد سئل أن يعفو عن سارقة لشرف أسرتها فأجاب :
« انما هلك من كان قبلكم لأنهم كانوا إذا أذنب الضعيف فيهم عاقبوه ، واذا أذنب الشريف تركوه ، والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها .. » (١)
وجلد صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحاب الإفك ، وفيهم سطح بن اثاثة (٢) وكان من أهل بدر ، هذا ما يقتضيه العدل الاسلامى الذي لا يفرق بين الابيض والاسود ، والضعيف والقوي ، والرئيس والمرءوس فهم سواسية أمام القانون ، وقد جافى عثمان ذلك ، وخالف ما يقتضيه العدل فلم يفد عبيد الله لأنه ابن عمر ، وفتى من فتيان قريش فآثر رضا آل الخطاب ورضا قريش فعفا عنه ، وابعده الى الكوفة ، ومنحه دارا يسكن فيها ، وقد فتح بذلك باب الفوضى والفساد ، ومكن ذوي النفوذ أن ينالوا من الضعفاء ، الذين ليس لهم ركن يأوون إليه.
٢ ـ ان عثمان قد الغى رأى أمير المؤمنين الذي الزم بالقود ، وهو من دون شك أعلم بحدود الله واحكامه ، واستجاب لرأي ابن العاص الذي عرف ببغيه وحقده على الاسلام.
٣ ـ ان المصلحة العامة كانت تقضى بالقود وعدم العفو عنه لأنه
__________________
(١) النظام السياسي فى الاسلام ص ٢٢٧ نقلا عن الخراج لأبي يوسف ص ٥٠
(٢) اسد الغابة