قد انكروا عليه ونقموا منه وثاروا في وجهه ، فقد ضربه عبد الله بن مسعود بنعله ، وحصبه الناس ـ كما تقدم ـ وخرج رهط من الكوفة فاستجاروا باعلام الصحابة ، لينقذوهم من امارة الوليد واستهتاره ـ كما سنذكر ذلك ـ وما زعمه الدكتور طه حسين ان جماعة من المسلمين من أهل الكوفة قد تبعته وفيهم من أصحاب النبيّ والصالحين ، قد غالط بذلك الحقائق التأريخية التي نصت على ما ذكرناه ـ ورابعا ـ ان الحطيئة وان كان قد مدح الوليد واخلص له فانه لا ينافي أنه نقم منه وهجاه على ارتكابه هذه الجريمة النكراء التي سود بها وجه التأريخ الاسلامى والعربي.
إن الحطيئة عرف بالهجاء والمدح فهو قد يمدح شخصا يأمل منه البر والخير فاذا لم يعطه هجاه وذمه فقد قصد بنى ذهل يسترفدهم ، ويستميحهم العطاء ، ويقول في مدحهم :
إن اليمامة خير
ساكنها |
|
أهل القرية من
بني ذهل |
قوم اذا انتسبوا
ففرعهم |
|
فرعي وأثبت
أصلهم اصلي |
فلم يعطوه شيئا فقال يهجوهم :
ان اليمامة شر
ساكنها |
|
أهل القرية من
بني ذهل |
وكان اذا غضب على بنى عبس يهجوهم ويقول انا من بنى ذهل وإذا غضب على بنى ذهل يهجوهم ويقول لهم : أنا من بنى عبس ، وقد غضب على أمه فهجاها بقوله :
تنحي فاجلسى منى
بعيدا |
|
أراح الله منك
العالمينا |
أغربالا اذا
استودعت سرا |
|
وكانونا على
المحدثينا |
حياتك ما علمت
حياة سوء |
|
وموتك قد يسر
الصالحينا |