طه حسين فى عثمان ، وتبرير سياسته ، ولم نكن ـ يعلم الله ـ مدفوعين في ذلك كله بدافع العصبية أو الحقد على عثمان ، وإنما رائدنا الاخلاص للحق وحده ، وخدمة القضية الاسلامية ، فان الكثير من كتاب العصر قد حاول تصحيح تلكم الاحداث بوجوه بعيدة لا يسندها منطق ، ولا يدعمها برهان ، ونحن في أمس الحاجة الى دراسة التأريخ الاسلامي على واقعه ، والامعان في الحوادث التي جرت في العصور الاسلامية الاولى ، لنقف على الذوات الخيرة التي خدمت الاسلام ورفعت مناره ونتميز الذين خدعتهم السلطة ، وغرهم الثراء فتنكروا لدينهم وأمتهم في سبيل مصالحهم الضيقة ، وعسى ان تكون هذه البحوث التي رسمناها بدقة وامانة قد صورت لنا الواقع الذي جرى في تلكم العصور.