ولا تكن خازنا لغيرك (١) وإذا كنت هديت لقصدك فكن اخشع ما تكون لربك.
إن هذه الحكم القيمة لو سار عليها الانسان لكان اسمى مثل للتهذيب والسمو والكمال ، فقد احتوت على اصول العدل واسس الفضيلة والكمال ومن جملة هذه الحكم الخالدة قوله :
وأعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ، ولن تعدو أجلك ، وأنك في سبيل من كان قبلك فخفض في الطلب (٢) وأجمل في المكتسب ، فإنه رب طلب قد جر إلى حرب (٣) فليس كل طالب بمرزوق ، ولا كل مجمل بمحروم ، وأكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إلى الرغائب فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا (٤) ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا ، وما خير خير لا ينال إلا بشر (٥) ويسر لا ينال إلا بعسر؟! (٦) ،
__________________
(١) اي لا تحرص على جمع المال فان الوارثين ياخذونه بعدك فيكون الاثم عليك وغيرك يتنعم.
(٢) خفض : امر من ( خفض ) بالتشديد اي : ارفق.
(٣) الحرب ـ بالتحريك ـ : سلب المال.
(٤) إن رغائب المال إنما تطلب لصون النفس عن الابتذال فلو بذل الانسان نفسه لتحصيل المال فقد ضيع ما هو المقصود من المال فكان جمع المال عبثا عوضا لما ضيع.
(٥) يريد «ع» ان الخير الذي لا يناله الإنسان إلا بالشر كيف يكون خيرا.
(٦) المراد ان العسر الذي يخاف منه الانسان هو الذي يضطره إلى الوقوع ـ