هؤلاء طلحة والزبير فقد انطلقا إلى الامام أمير المؤمنين فقالا له :
« هل تدرى على م بايعناك يا أمير المؤمنين؟؟ »
فرمقهما الامام بطرفه وقال لهما :
ـ نعم على السمع والطاعة ، وعلى ما بايعتم عليه أبا بكر وعمر وعثمان ـ لا ـ ولكن بايعناك على أنا شريكاك فى الأمر
ـ لا ـ ولكنكما شريكان فى القول والاستقامة والعون على العجز والأود إن بيعتهما للامام فى قرارة أنفسهما كانت مدفوعة بالدوافع المادية البحتة ، فهما يريدان الحكم ، والمساومة على السلطة ، وهمها فى نظر الامام شريكان له فى الاستقامة وفى تحقيق العدالة بين المسلمين ، ولما استبان لهما أنه لا يوليهما شيئا اظهرا الشكاة واعلنا التمرد فقال الزبير فى ملأ من قريش :
« هذا جزاؤنا من علي ، قمنا له فى أمر عثمان حتى أثبتنا عليه الذنب وسببنا له القتل ، وهو جالس فى بيته وكفى الأمر فلما نال بنا ما أراد جعل دوننا غيرنا .. »
وقال طلحة :
« ما اللوم الا انا كنا ثلاثة من أهل الشورى كرهه أحدنا (١) ، وبايعناه ، واعطيناه ما فى أيدينا ، ومنعنا ما فى يده فأصبحنا قد اخطأنا ما رجونا .. »
وانتهى حديثهما إلى الامام أمير المؤمنين فاستدعى عبد الله بن عباس فقال له :
__________________
(١) يريد به سعد بن ابى وقاص فانه امتنع عن بيعة الامام وهو من اهل الشورى والذي حمله على ذلك حقده على الامام وكراهيته له على حد تعبير طلحة.