ـ بلغك قول الرجلين؟
ـ نعم
ـ أرى أنهما أحبا الولاية فول البصرة الزبير ، وول طلحة الكوفة وأنبرى الامام يفند رأى ابن عباس ، ويبين له أن فى ولايتهما خطرا على الأمة قائلا :
« ويحك!! إن العراقين بهما الرجال والأموال ، ومتى تملكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع ، ويضربا الضعيف بالبلاء ، ويقويا على القوى بالسلطان ، ولو كنت مستعملا أحدا لضره ونفعه لاستعملت معاوية على الشام ، ولو لا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي » (١) ودلت هذه البادرة على مدى حرص طلحة والزبير على الامارة والسلطان ، وانهما إنما أثارا سخط الناس على عثمان طمعا بالخلافة والولاية ولم يكونا مدفوعين بدافع المصلحة العامة ، وحب النصح للمسلمين ، وقد خسرا الصفقة ، وذهبت مساعيهما أدراج الرياح حينما آل الأمر إلى أمير المؤمنين لأن المحور الذي تدور عليه رحى سياسته مسايرة الدين والعمل على وفق المبادئ الاسلامية وهي لا تقر بأي حال من الأحوال أن تمنح الوظائف أثرة أو محاباة لأن ذلك خيانة للامة ، وقد اعرب الامام عن الاسباب التي دعته أن لا يوليهما العراقين وهي :
١ ـ إنهما يستميلان السفهاء بالمنافع والاطماع.
٢ ـ إنهما يصبان على الضعفاء وابلا من العذاب والبلاء.
٣ ـ يستغلان النفوذ والسلطان ويقويان به على القوى.
ومع علمه بهذه الاتجاهات كيف يجعلهما ولاة وحكاما على المسلمين يتصرفان في أموالهم ودمائهم .. وقد انتقد شفيق جبرى الامام في ذلك
__________________
(١) الامامة والسياسة ١ / ٥٢