وانبرت أم سلمة إلى تفنيد مقالتها وإلى تسديدها ونصحها قائلة :
« إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان ، وتقولين فيه أخبث القول وما كان اسمه عندك الا نعثلا ، وانك لتعرفين منزلة علي عند رسول الله أما أذكرك؟ .. »
ـ نعم
ـ أتذكرين يوم أقبل ونحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال فخلا بعلي يناجيه فأطال ، فاردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني وهجمت عليهما ، فما لبثت أن رجعت باكية فقلت : ما شأنك؟ فقلت : أتيتهما وهما يتناجيان ، فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله الا يوم من تسعة أيام ، أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي؟ فاقبل رسول الله علي وهو محمر الوجه غضبا ، فقال ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحد الا وهو خارج من الايمان. فرجعت نادمة ساخطة.
ـ نعم اذكر ذلك.
ـ أو أذكرك.
ـ نعم
ـ كنت أنا وأنت مع رسول الله فقال لنا : أيتكن صاحبة الجمل الادب (١) تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط؟ فقلنا نعوذ بالله وبرسوله من ذلك ، فضرب على ظهرك فقال : إياك أن تكونيها يا حميراء.
ـ نعم اذكر ذلك
ـ أو أذكرك؟
__________________
(١) الأدب : الجمل الكثير الشعر