ـ نعم
ـ كنت أنا وأنت مع رسول الله فى سفر له ، وكان علي يتعاهد نعل رسول الله فيخصفها ، وثيابه ، فيغسلها ، فنقب نعله ، فأخذها يومئذ يخصفها ، وقعد في ظل سمرة ، وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلى الحجاب ، ودخلا يحدثانه فيما أرادا ، ثم قالا يا رسول الله : إنا لا ندري قدر ما تصحبنا ، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا؟ فقال لهما : أما إني قد أرى مكانه ، ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرق بنو إسرائيل عن هارون بن عمران ، فسكتا ثم خرجا فلما خرجا خرجنا إلى رسول الله فقلت له أنت وكنت أجرأ عليه منا : يا رسول الله من كنت مستخلفا عليهم؟ فقال : خاصف النعل. فنزلنا فرأيناه عليا فقلت يا رسول الله ، ما أرى الا عليا ، فقال : هو ذاك.
ـ نعم اذكر ذلك
ـ فاي خروج تخرجين بعد هذا؟
ـ إنما أخرج للاصلاح بين الناس وأرجو فيه الأجر
ـ أنت ورأيك
وانصرفت أم سلمة وكتبت بالأمر الى الامام أمير المؤمنين (١) وقد أبدت لها تمام النصح وذكرتها بما تناسته من فضائل أمير المؤمنين ومآثره ولكن عائشة استسلمت لاحقادها وعواطفها فلم تستجب لذلك.
__________________
(١) شرح النهج ٢ / ٧٩ وذكر الزمخشري فى الفائق ١ / ٢٩٠ ما يقرب من ذلك.