نصره نصرا ، وقد اجابه الامام (ع) الى ذلك وانفذ اربع مائة رجل عليهم شريح بن هانى الحارثي (١) ومعهم عبد الله بن عباس يصلى بهم ويلي أمورهم : ومن بينهم ابو موسى الأشعرى المنتخب للتحكيم ، وكذلك فعل معاوية فأشخص عمرو بن العاص ومعه اربع مائة شخص ، وزوده بدراسة وافية عن نفسية الخامل أبي موسى قائلا :
« إنك قد رميت برجل طويل اللسان قصير الرأى فلا ترمه بعقلك كله » (٢)
وسارت الكتائب فانتهت الى أذرح (٣) أو دومة الجندل (٤)
__________________
(١) شريح : بن هاني بن يزيد بن الحرث : كان جاهليا فاسلم يكنى ابا المقدام وابوه هاني له صحبة مع النبيّ (ص) ، وشريح من اجل اصحاب الامام ، الاستيعاب ٢ / ١٤٩
(٢) العقد الفريد ج ٣ ص ١١٥.
(٣) اذرح : ـ بفتح اوله وسكون الذال وضم الراء ـ جمع مفرده ذريح ، وهو اسم لبلد من اطراف الشام تقرب من ارض الحجاز وفيها كان التحكيم بين ابن العاص والأشعري ، وهو الصحيح لقول ذى الرمة يمدح بلالا حفيد ابى موسى :
ابوك تلافى الدين والناس بعد ما |
|
تساءوا وبيت الدين منقطع الكسر |
فشد إصار الدين ايام اذرح |
|
ورد حروبا قد لقحن الى عقر |
معجم البلدان ج ١ ص ١٦١.
(٤) دومة الجندل بفتح اوله وضمه وقد انكر ابن دريد الفتح وعده من اغلاط المحدثين ، وهو اسم مكان على سبع مراحل من دمشق ومن مدينة الرسول ، وقال ابو عبيد السكوني : دومة الجندل حصن وقرى بين