كل شيطان وهامة » (١) وليس في سجل المودة الانسانية أجمل من هذا الحنان ، ولا أكرم من هذا العطف.
١٢ ـ ومما اشتهر بين المسلمين قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الحسن والحسين إمامان إن قاما وان قعدا » (٢) واضفى صلىاللهعليهوآلهوسلم على حفيديه حلة الامامة ، وهي من أهم الصفات الماثلة فيهما وذلك لما تستدعيه من المثل العليا التي لا تتوفر إلا عند من اختاره الله واصطفاه من بين عباده ، فقد خص الله بها خليله إبراهيم قال تعالى : ( قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٣) وسنتحدث عن الامامة ، وما يعتبر في الامام من المؤهلات ، والصفات عند عرض مثله عليهالسلام.
وتواترت النصوص الصحيحة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في لزوم مودة أهل بيته ، وانه حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وقرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم سفن النجاة ، وأمان الأمة ، وإلى القراء بعض تلك السنن.
__________________
(١) حلية الاولياء ٥ / ٤٤ الفضائل الخمسة من الصحاح الستة ٣ / ١٧٧
(٢) البحار ١٠ / ٧٨ ، وجاء في نزهة المجالس ٢ / ١٨٤ ، وفى الاتحاف بحب الاشراف : ص ١٢٩ ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال للحسن والحسين : « انتما الامامان ولامكما الشفاعة » وجاء فى منهاج السنة ٤ / ٢١٠ ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : للحسين عليهالسلام « هذا امام ابن امام اخو امام ابو أئمة تسعة ».
(٣) سورة البقرة : آية ١٢٤