كما لا يخفى على من رزقه الله معرفة لسان الشرع ورموزه التي أشار إليها بقوله عليهالسلام : « إنا لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له فيعرف اللحن » ولعل منه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ها هنا في الخبر المروي عن معاني الأخبار (١) : « البخيل حقا من ذكرتُ عنده فلم يصل علي » وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المروي عن الإرشاد (٢) : « البخيل كل البخيل من الذي إذا ذكرت عنده لم يصل علي » وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المروي (٣) عن عدة الداعي : « أجفا الناس رجل ذكرت بين يديه فلم يصل علي » بل وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خبرين (٤) : « من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة ».
ومن الغريب أن المحدث البحراني استدل بهذا على الوجوب بعد حمل النسيان فيه على الترك كقوله تعالى (٥) ( فَنَسِيَ ) وأغرب منه كثرة تسجيعه في المقام وتبجحه وظنه أنه جاء بشيء حيث استدل على مطلوبه بظاهر الأمر في صحيح زرارة (٦) « صل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كلما ذكرته أو ذكره ذاكر في الأذان أو غيره » حتى أنه أزرى على الخراساني بما لا ينبغي منه مدعيا صراحة ذلك في الوجوب ، وإنها لمصيبة يستأهل أن يسترجع عندها ، ضرورة أنه لا يليق بمن دس نفسه في فقهاء آل محمد عليهمالسلام الركون إلى مثل هذا الأمر المعلوم إرادة الندب منه ضرورة ، كقول الصادق (٧) والرضا عليهماالسلام (٨) : « الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ٩.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ١٤.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ١٨.
(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر ـ الحديث ٤ و ١٦.
(٥) سورة طه ـ الآية ١١٤.
(٦) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الأذان والإقامة ـ الحديث ١.
(٧) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ١٢.
(٨) الوسائل ـ الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ٨.