طريق القصد ، وربما رجعت إليه الحجّة باعتبار ما.
وشرعا : اسم لجميع المناسك المؤدّاة في الميقات ، ومكة ، والمشاعر للقربة. وهو أولى من جعله اسما للقصد إلى بيت الله لأدائها ؛ لمبادرة المعنى الأوّل إلى فهم أهل الاصطلاح ، وهو آية في الحقيقة.
ولا يشكل بأنّ التخصيص خير من النقل ؛ لأنّه إنّما رجّح لعدم ثبوت النقل ، وسبق الفهم يحقّقه.
وغايته : تكميل النفس في قوّتها العمليّة بتحصيل السعادة الأبديّة.
ووجوبه من ضروريّات الدين ، ومستحلّ تركه كافر إجماعا ، والآية الكريمة (١) ناطقة بهما. وفيها ضروب من التأكيد ، مبيّنة في صناعة المعاني.
وفي الخبر النبويّ بطريق أهل البيت عليهمالسلام فيمن وجب عليه الحجّ ولم يحجّ : « فليمت إن شاء يهوديّا وإن شاء نصرانيّا » (٢).
وهو محمول على النفي الكلّي مع الاستحلال للترك. والتخيير في صنف الميتة للمبالغة في الحكم بالكفر. وخصّ هاتين الميتتين ؛ حذفا لغيرهما من درجة الاعتبار ، وتقريعا لهما وتوبيخا. ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) (٣).
ووجوبه فوريّ ؛ إجماعا من الفرقة المحقّة. وتأخيره كبيرة موبقة. وتأخير النبيّ صلىاللهعليهوآله عن عام النزول ؛ لعدم الشرط ، ولأنّ التأخير أعمّ من الاستقرار ، ولا دلالة للعامّ على الخاصّ المعيّن.
وأمّا ثوابه ، فناهيك به أنّه جمع بين أصناف أكثر العبادات ، مع اشتماله على ركوب الأهوال ، وفراق الأهل ، وعلى التوكّل والتفويض ، وقطع العلائق ، وذكر سفر الآخرة. وقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بطريق أهل البيت عليهمالسلام في ذلك ما لا يحصى ، فمن ذلك بطريق الإمام
__________________
(١) آل عمران (٣) : ٩٧.
(٢) لم نجده عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولكن رواه عن أبي عبد الله عليهالسلام المفيد في المقنعة : ٣٨٦ ، والكليني في الكافي ٤ :
٢٦٨ / ١ و ٢٦٩ / ٥ باب من سوف الحجّ وهو مستطيع ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٢٧٣ / ١٣٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٦٢ / ١٦١٠.
(٣) الزمر (٣٩) : ٩.