وكيفيّته : أن ينوي من الميقات بعد لبس ثوبي الإحرام.
ونيّته : « أحرم بالعمرة المتمتّع بها إلى الحجّ ، حجّ الإسلام ، حجّ التمتّع ، وألبّي التلبيات الأربع لعقد هذا الإحرام ، لوجوب الجميع ، قربة إلى الله لبّيك اللهم لبّيك ، لبّيك ، إنّ الحمد والنّعمة والملك لك ، لا شريك لك لبّيك ».
وفي هذه النيّة قيود :
الأوّل : « أحرم » وهو القصد إلى الفعل المذكور آنفا.
الثاني : « بالعمرة » وهي عبارة عن زيارة البيت الحرام محرما للطواف والسعي.
الثالث : « المتمتّع بها » أي المتوصّل بها إلى الحجّ ، وبه تخرج العمرة المفردة ، كما خرج بالعمرة الحجّ.
الرابع : « إلى حجّ الإسلام » وبه تخرج العمرة المتمتّع بها إلى حجّ النذر وشبهه.
الخامس : « حجّ التمتّع » وبه تخرج ما يتمتّع بها إلى حجّ الإسلام حجّ القران أو حجّ الإفراد ، فإنّه وإن لم يكن مشروعا إلّا أنّه متصوّر.
السادس : « لوجوب الجميع » معناه : أفعل هذه الأفعال لكونها واجبة ؛ للطف في تكليف عقليّ. وبه يخرج الندب.
السابع : « قربة إلى الله » أي ، أوقع هذه الأفعال لكونها واجبة للتقرّب بها إلى رضى الله تعالى ؛ ولكونه أهلا أن يعبد بهذه العبادة.
ومعنى قوله : « لبّيك » إجابة بعد إجابة لك يا ربّ ، وإخلاصا بعد إخلاص ، وإقامة على طاعتك بعد إقامة.
ومعنى « اللهمّ » يا الله.
ويجوز كسر « إنّ » وفتحها ، والكسر أجود ؛ لعموم الإثبات لمعنى التلبية بالنسبة إلى الحمد والنعمة وإلى غيرهما بسببه.
وفي هذه التلبية إشارة إلى إجابة نداء داعي الله الذي نادى به إبراهيم عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً ) (١). وإشارة إلى الإخلاص في الطاعة وإلى تنزيه
__________________
(١) الحجّ (٢٢) : ٢٧.