بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)
هذه وصيّة العبد الضعيف ، كاتب هذه الأحرف ، محمّد بن مكّي ـ تاب الله عليه توبة نصوحا ، وكان من هفواته وزلّاته صفوحا ـ إلى إخوانه في الله ، وأحبّائه لله ، ويبدأ بنفسه ، ثمّ بهم ، وهي مشتملة على أمور :
أوّلها : تقوى الله تعالى فيما يأتون ويذرون ، ومراقبته ومخافته ، والحياء منه في الخلوات.
وثانيها : ذكره بالقلب على كلّ حال ، وباللسان في معظم الأحوال.
وثالثها : التوكّل عليه ، وتفويض الأمور إليه ، والالتجاء عند كلّ مهمّ إليه.
ورابعها : التمسّك بشرائع الدين ، فلا يخرج عنها شعرة ؛ لئلّا تحصل الضلالة.
وخامسها : المباشرة على الفرائض من الأفعال والتروك ، بحسب ما جاءت به الشريعة المطهّرة.
وسادسها : الاستكثار من النوافل ، بحسب الجهد والطاقة والفراغ والصحّة ، وخصوصا الصلوات المندوبة فإنّها خير موضوع ، وما يقرّب العبد إلى الله تعالى بعد المعرفة بأفضل منها ، وخصوصا الليليّة منها.
وسابعها : كفّ اللسان عن الهذر والغيبة والنميمة واللغو.
__________________
(١) هذه الرسالة مطبوعة في جريدة « كيهان العربي » العدد ٤١٧ في الثامن من شهر جمادى الأولى عام ١٤٠٥ ه ق.