بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وأوصيهم ببذل المجهود في الجمع بين القلب واللسان في التلاوة وسائر الأذكار في الركوع والسجود وسائر الهيئات. لا يقنع أحدهم أن يحضر عند الله تعالى بقالبه دون قلبه. وعلى قدر ضبط الجوارح عن الفضول بين كلّ فريضتين يجد قلبه في الصلاة.
وأوصيهم بذكر الله عزوجل باللسان والقلب ؛ فأمّا القلب ففي كلّ مجلس ومحفل وكلّ طريق يسلكونه ، وعند الأكل والوضوء خاصّة ؛ فإنّ الذاكر على طعامه ووقت وضوئه يقلّ طروق الشيطان على قلبه ، وتقلّ وسوسته في صلاته.
وأوصي الإخوان بالدوام على الطهارة. ينبغي للعبد أن لا يحدث إلّا ويجدّد الوضوء ؛ فإنّه سلاح المؤمن.
ومهما قدر أن لا يقعد إلّا مستقبل القبلة ، وكلّ مجلس لا يكون فيه مستقبل القبلة يعتقد أن قد فاتته فضيلة. ويتصوّر في كلّ مجلس كأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حاضر حتّى يتأدّب في قوله وفعله. ولا ينام إلّا على طهارة مستقبل القبلة.
ومن أنفع الوصايا القيام بالليل ، فإنّه دأب الصالحين ؛ فإنّهم لا يدع أحدهم أن ينقضي ليله ولم تكن له فيها نافلة إمّا في أوّلها أو أوسطها أو آخرها.
وأحبّ من إخواني أن لا يدعوا يوما بليله لا يكونوا فيه بين يدي الله تعالى متأسّفين على ما بدر منهم من أمر ، وفاتهم من عوالي الدرجات.
ومن العون الحسن على حقائق العبوديّة ذكر الموت. وقد قيل : يا رسول الله هل يحشر