مع الشهداء؟ قال : « نعم ، من يذكر الموت بين اليوم والليلة عشرين مرّة ». فذكر الموت يقصّر الأمل ويحسّن العمل.
وممّا انتفعت به في زماني وأوصي به إخواني البكور إلى الجمعة : يجتهد أحدهم أن يصلّي فريضة الصبح في الجامع ويشغل وقته بالصلاة والتلاوة وأنواع الذكر إلى أن يؤدي الفريضة. فيوم الجمعة يوم الآخرة لا يشغل بشيء من أمور الدنيا. ويغتسل للجمعة قبل طلوع الشمس. فإن أمكنه الغسل مع البكور إلى الجمعة قريب الصلاة ، فحسن.
وأحبّ من الإخوان أن لا يدعوا يوما بلا صدقة ، ولا يدعوا أسبوعا كاملا بلا صوم ، فيصوم أحدهم الأثانين والأخمسة والجمع ، وإلّا فيومين منها.
وأوصيهم أن لا يذكروا أحدا من المسلمين إلّا بخير على ما يعتقد فيه من بدعة أو شبهة ، ولا يفتحوا على أنفسهم باب التأويل للوقيعة في المسلمين.
وأحبّ من الإخوان ترك الكلام في أمر الدنيا بعد صلاة الصبح إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح ، ثمّ يختم المجلس بركعتين.
هذا ما حضرني في الوقت ، وكتبته للإخوان بمدينة دمشق حماها الله ، ووفّقهم وإيّاي لما يحبّ ويرضى بحوله وكرمه ، والحمد له وحده ، وصلواته على سيّدنا محمّد وآله.