.................................................................................................
______________________________________________________
بقوم من حين خرجوا من خراسان حتّى قدموا مكّة فإذا هو يهودي أو نصراني ، قال : ليس عليهم إعادة» (١).
لكن المرسلة ضعيفة عندنا وإن كانت صحيحة لدى المشهور بناءً منهم على معاملة المسانيد مع مراسيل ابن أبي عمير ، لما ذكره الشيخ من أنّه لا يروي إلّا عن الثقة (٢). فانّا قد ظفرنا على روايته عن الضعاف في غير مورد ممّن ضعّفه النجاشي وغيره. فهذه الدعوى غير مسموعة كما أشرنا إليه مراراً.
على أنّ الشيخ بنفسه لم يعمل بمرسلة ابن أبي عمير في موضعين من التهذيبين ، مصرحاً بضعف الرواية من جهة الإرسال (٣).
وأمّا الرواية الأُخرى فإن كان المراد بمحمد بن أبي عمير هو ابن أبي عمير المعروف المتقدّم ذكره آنفاً فالرواية مرسلة ، لأنّه من أصحاب الرضا عليهالسلام فلا يمكن روايته عن الصادق عليهالسلام بلا واسطة ، فيعود الكلام السابق من ضعفها للإرسال. وإن كان المراد به شخصاً آخر غير المعروف فهو لم يوثّق.
وأمّا القندي الذي يروي عنه الصدوق بسند آخر فهو واقفي ، بل من أحد أركان الوقف ، ولم يوثّق في كتب الرجال (٤).
وعليه فلم يثبت نصّ صحيح يمكن التعويل عليه في نفي الإعادة في هذا الموضع ، أعني ما لو تبيّن كون الإمام كافراً ، لضعف الروايتين ، ولا مستند غيرهما.
الثالث : ما إذا لم يكن الإمام ناوياً للصلاة ، دلّت عليه صحيحة زرارة قال «قلت لأبي جعفر عليهالسلام : رجل دخل مع قوم في صلاتهم وهو
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٣٧٤ / أبواب صلاة الجماعة ب ٣٧ ح ٢ ، الفقيه ١ : ٢٦٣ / ١٢٠٠.
(٢) العدة ١ : ٥٨ السطر ٨.
(٣) التهذيب ٨ : ٢٥٧ / ٩٣٢ ، الاستبصار ٤ : ٢٧ / ٨٧.
(٤) ولكنّه موثّق عنده (دام ظلّه) كما سيأتي في ذيل هذه المسألة.