ولا تجعلنا من القانطين (١) ولا تخلنا من رحمتك ، ولا تحرمنا ما نؤمله من فضلك ، ولا تجعلنا من رحمتك محرومين ولا لفضل ما نؤمله من عطائك قانطين ولا تردّنا خائبين ، ولا من بابك مطرودين ، يا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين ، إليك أقبلنا موقنين ، ولبيتك الحرام آمّين قاصدين (٢) ، فأعنّا على مناسكنا ، وأكمل لنا حجّنا واعف عنّا ، وعافنا فقد مددنا إليك أيدينا ، فهي بذلّة الاعتراف موسومة.
اللّهمّ فأعطنا في هذه العشيّة ما سألناك ، واكفنا ما استكفيناك ، فلا كافي لنا سواك ، ولا ربّ لنا غيرك ، نافذ فينا حكمك ، محيط بنا علمك ، عدل فينا قضاؤك ، اقض لنا الخير ، واجعلنا من أهل الخير. اللّهمّ أوجب لنا بجودك عظيم الأجر وكريم الذخر ودوام اليسر ، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين ، ولا تهلكنا مع الهالكين ولا تصرف عنّا رأفتك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللّهمّ اجعلنا في هذا الوقت ممّن سألك فأعطيته وشكرك فزدته ، وتاب إليك فقبلته ، وتنصّل (٣) إليك من ذنوبه كلّها فغفرتها له يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهمّ ونقنا (وفقنا ـ خ ل ـ) وسددنا (واعصمنا ـ خ ل ـ) وأقبل تضرّعنا ، يا خير مَن سُئل ، ويا أرحم مَن استرحم ، يا مَن لا يخفى عليه إغماض الجفون ولا لحظ العيون ، ولا ما استقرّ في المكنون ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ، ألا كل ذلك قد أحصاه علمك ووسعه حلمك ، سبحانك وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً! تسبّح لك السموات السبع والأرضون ومَن فيهن ، وإن من شيء إلاّ يسبح بحمدك ، فلك الحمد والمجد وعلو الجد ، يا ذا الجلال والإكرام ، والفضل والإنعام ، والأيادي الجسام ، وأنت
__________________
(١) القنوط (بالضم) : اليأس.
(٢) آمين (بالتشديد) : قاصدين.
(٣) تنصّل : خرج وتبرّأ.