في الأرض ، فقد حملت مشعل النور والفكر في الأرض ، وسجّلت شرفاً للإسلام وشرفاً للإنسانية ، وأعطت الدروس المشرقة عن العقيدة التي لا تضعف ، والإيمان الذي لا يقهر ، وستظل مصدر عزّ وفخر وشرف للمسلمين في جميع أجيالهم.
ـ ٥ ـ
ومن أغلى أمانيي ـ يعلم الله ـ أن أحظى بالبحث عن سيّد الشهداء (عليه السّلام) ، وأكون من المساهمين في هذا الميدان المشرق ، وكانت هذه الفكرة تراودني في كثير من الأوقات ، وكان أخي في الله المحسن الكبير الحاج محمد رشاد عجينة (حفظه الله) يدفعني إلى ذلك ويحثّني عليه بإصرار ؛ راجياً بذلك التقرّب إلى الله.
وإنّي أقول للتاريخ : إنّ هذا المحسن من أندر مَن عرفتهم في ولائه وتفانيه في حبّ أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ فهو يتحرّى كل خدمة لهم ، وقد قام بخدمات مشكورة في هذا المجال كان منها : قيامه بالإنفاق على كتابنا حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) بجميع طبعاته ، وقيامه بطبع كتابنا حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) ، أجزل الله له المزيد من الأجر ووفّقه لكل مسعى نبيل.
وقد رغب سيادته أن تكون نفقات طبع هذا الكتاب من المبرّات التي أوصى بها المغفور له والده الحاج محمد جواد عجينة (رحمه الله) ؛ آملاً منه تعالى أن يتولى جزاءه بالخير والإحسان ، ويثيبه على ذلك. كما أنّ من الحقّ عليّ أن أشكر بكل تقدير ما قام به سماحة الحجّة المجاهد السّيد محمد كلانتر (حفظه الله) من التشجيع لي في تأليف هذا المجهود ؛ شاكراً له ألطافه ، وأخصّ بالشكر سماحة الحجّة الأخ الزكي الشيخ هادي القرشي على ما أبداه من لطف في مراجعة بعض المصادر التي تخصّ البحث.