٨ ـ روى ابن عباس قال : كان النبي (صلّى الله عليه وآله) حامل الحسين على عاتقه ، فقال له رجل : نِعم المركب ركبت يا غلام. فأجابه الرسول (صلّى الله عليه وآله) : «ونِعم الراكب هو» (١).
٩ ـ روى يزيد بن أبي زياد قال : خرج النبي (صلّى الله عليه وآله) من بيت عائشة ، فمرّ على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي ، فالتاع (صلّى الله عليه وآله) من ذلك فقال لفاطمة : «ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني؟» (٢).
١٠ ـ روى عبد الله بن شداد عن أبيه قال : سجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سجدة أطالها ، حتّى ظنّنا أنّه قد حدث أمر ، أو أنه يوحى إليه ، فسألناه عن ذلك ، فقال : «كل ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتّى يقضي حاجته» (٣).
هذه بعض الأخبار التي أثرت عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في ريحانته ، وهي أوسمة شرف ومجد قلّده بها ؛ إشعاراً منه بأنّ ظلّه وحقيقته ستمثّل في هذا الطفل ، وسيكون صورة فذّة لإنسانيّته العليا ، وأسراره العظمى.
__________________
(١) التاج الجامع للاُصول ٣ / ٢١٨.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ٢٠١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩١ ، المعجم الكبير للطبراني ، ذخائر العقبى / ١٤٣.
(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٦ ، تيسير الوصول إلى جامع الاُصول ٣ / ٢٨٥ ، سنن النسائي.