عمله ، امرؤ لجّم نفسه بلجامها ، وزمّها بزمامها (١) ، فأمسكها بلجامها عن معاصى اللّه ، وقادها بزمامها إلى طاعة اللّه
٢٣٣ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
فى شأن الحكمين ، وذم أهل الشام
جفاة طغام (٢) ، عبيد أقزام ، جمّعوا من كلّ أوب ، وتلقّطوا من كلّ شوب ، ممّن ينبغى أن يفقّه ويؤدّب (٣) ، ويعلّم ويدرّب ، ويولّى عليه ، ويؤخذ على يديه ، ليسوا من المهاجرين والأنصار ، ولا من الّذين تبوّأوا الدّار [والإيمان] ألا وإنّ القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم ممّا يحبّون ، وإنّكم اخترتم لأنفسكم أقرب القوم ممّا تكرهون (٤) ، وإنّما عهدكم بعبد اللّه بن قيس بالأمس
__________________
(١) «زمها» أى : قادها بقيادها
(٢) الجفاة ـ بضم الجيم ـ جمع جاف ، أى : غليظ فظ ، والطغام ـ كسحاب ـ أوغاد الناس ، والعبيد : كناية عن رديئى الأخلاق ، والأقزام : جمع قزم ـ بالتحريك ـ وهم أرذال الناس ، «جمعوا من كل أوب» أى : ناحية ، والشوب : الخلط ، كناية عن كونهم أخلاطا ليسوا من صراحة النسب فى شىء
(٣) «ممن ينبغى» أى : إنهم على جهل ، فينبغى أن يفقهوا ويؤدبوا ويعلموا فرائضهم ، ويمرنوا على العمل بها ، وهم سفهاء الأحلام ، فينبغى أن يولى عليهم ، أى : يقام لهم الأولياء ، ليلزموهم بمصالحهم ويعلموهم ويأخذوا على أيديهم ، فلا يبيحون لهم التصرف من أنفسهم ، وإلا جرتهم إلى الضرر بالجهل والسفه ، «تبوأوا الدار» أى : نزلوا المدينة المنورة ، كناية عن الأنصار الأولين
(٤) أقرب القوم : يريد به أبا موسى الأشعرى ، وهو عبد اللّه بن قيس ، وهو لعدم وقوفه على وجوه الحيل يؤخذ بالخديعة فيكون أقرب إلى موافقة الأعداء