الثّقل النادح عن الأعناق (١).
١٦٢ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
فى أول خلافته
إنّ اللّه تعالى أنزل كتابا هاديا بيّن فيه الخير والشّرّ ، فخذوا نهج الخير تهتدوا ، واصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا (٢) ، الفرائض الفرائض! أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة. إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، وأحلّ حلالا غير مدخول (٣) وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها ، وشدّ بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين فى معاقدها (٤) فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلاّ بالحقّ. ولا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب ، بادروا أمر العامّة وخاصّة أحدكم وهو الموت (٥) فإنّ النّاس أمامكم ، وإنّ السّاعة تحدوكم من خلفكم. تخفّفوا
__________________
(١) الفادح : من «فدحه الدين» إذا أثقله
(٢) صدف : أعرض ، والسمت : الجهة ، وتقصدوا : تستقيموا
(٣) معيب
(٤) أى : جعل الحقوق مرتبطة بالاخلاص والتوحيد لا تنفك عنه ، ومعاقد الحقوق : مواضعها من الذمم.
(٥) بادره : عاجله ، أى : عاجلوا أمر العامة بالاصلاح لئلا يغلبكم الفساد فتهلكوا ، فاذا انقضى عملكم فى شؤون العامة فبادروا الموت بالعمل الصالح كيلا يأخذكم على غفلة فلا تكونوا منه على أهبة ، وفى تقديم الامام أمر العامة على أمر الخاصة دليل على أن الأول أهم ، ولا يتم الثانى إلا به. وهذا ما تضافرت عليه الأدلة الشرعية وإن غفل عنه الناس فى أزماننا هذه «٧ ـ ن ـ ج ـ ٢»