«ذٰلِكَ فَضْلُ اَللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ وَاَللّٰهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ». أقول ما تسمعون ، واللّه المستعان على نفسى وأنفسكم. وهو حسبى ونعم الوكيل.
١٧٩ ـ ومن كلام له عليه السّلام
قاله للبرج بن مسهر الطائى (١) وقد قال له بحيث يسمعه :
«لا حكم إلا للّه» ، وكان من الخوارج اسكت! قبّحك اللّه يا أثرم (٢) فو اللّه لقد ظهر الحقّ فكنت فيه ضئيلا شخصك ، خفيّا صوتك ، حتّى إذا نعر الباطل نجمت نجوم قرن الماعز
١٨٠ ـ ومن خطبة له عليه السّلام (٣)
الحمد للّه الّذى لا تدركه الشّواهد ، ولا تحويه المشاهد ، ولا تراه النّواظر ، ولا تحجبه السّواتر ، الدّالّ على قدمه بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على
__________________
(١) أحد شعراء الخوارج وهو البرج بن مسهر ـ بضم الميم وكسر الهاء بينهما سين ساكنة ـ بن الجلاس بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل
(٢) «قبحك اللّه» أى : نحاك وأبعدك عن الخير ، أو فل حدتك وكسر شوكتك نقول : قبحت الجوزة ـ من باب فتح ـ إذا كسرتها. والثرم ـ محركا ـ سقوط الثنية من الأسنان ، وكان البرج ساقط الثنية فأهانه بأن دعاه به كما يهان الأعور بأن يقال له يا أعور. والضئيل : النحيف المهزول ، كناية عن الضعف. ونعر : أى صاح. ونجمت : ظهرت وبرزت ، والتشبيه بقرن الماعز فى الظهور على غير شور
(٣) من هنا إلى آخر الجزء الثانى من هذه المطبوعة اختلف ترتيب النسخ بتقديم بعض الخطب على بعض ، وقد قوبلت كل خطبة على النسخ المتعددة كما صنع بسائر الكتاب