يقول «إنّها فتنة فقطّعوا أوتاركم ، وشيموا سيوفكم» فإن كان صادقا (١) فقد أخطأ بمسيره غير مستكره ، وإن كان كاذبا فقد لزمته التّهمة ، فادفعوا فى صدر عمرو بن العاص بعبد اللّه بن عبّاس ، وخذوا مهل الأيّام ، وحوطوا قواصى الإسلام ألا ترون إلى بلادكم تغزى ، وإلى صفاتكم ترمى
٢٣٤ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
يذكر فيها آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم
هم عيش العلم ، وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، [وظاهرهم عن
__________________
على أغراضهم. وهو ما يكرهه أصحاب أمير المؤمنين ، خصوصا وقد عهدوه بالأمس ـ أى : عند إعداد الجيش للحرب ـ يقول : إن الحادثة فتنه فقطعوا أوتار القسى ، و «شيموا» أى : اغمدوا السيوف ، ولا تقاتلوا ، يثبط بذلك أصحاب على عن الحرب
(١) إن صح قول أبى موسى «إنها فتنة» ولم يكرهه أحد على الدخول فيها ، فقد أخطأ بمسيره إليها ، وكان عمله خلاف عقيدته ، ومن كان من شأنه ذلك فلا يصلح للحكم ، وإن كان كاذبا فيما يقول ، فقد كان عارفا بالحق ونطق بالباطل فهو متهم. ويخشى أن يكون منه مثل ذلك فى الحكم ، وقوله : «فادفعوا ـ الخ» أى : اختاروا ابن عباس حكما فانه كفء لعمرو بن العاص ، وخذوا مهل الأيام ـ أى : فسحتها ـ فاستعدوا فيها بجمع قواكم ، وتوفير عددكم ، وتجنيد جيوشكم ، وحوطوا قواصى الاسلام ، أى : احفظوها من غارة أهل الفتنة عليها ، واجعلوا كل قاصية لكم لا عليكم ، وقواصى الاسلام : أطرافه ، ورمى الصفاة ـ بفتح الصاد ـ كناية عن طمع العدو فيما باليد. وأصل الصفاة : الحجر الصلد ، يراد منها القوة. وما يحميه الانسان