بعذاب الأمم من قبلى. أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسى ، لك الحجّة على ولا حجّة لى [و] لا أستطيع أن آخذ إلاّ ما أعطيتنى ، ولا أتّقى إلاّ ما وقيتنى اللّهمّ إنّى أعوذ بك أن أفتقر فى غناك ، أو أضلّ فى هداك ، أو أضام فى سلطانك ، أو أضطهد والأمر لك اللّهمّ اجعل نفسى أوّل كريمة تنتزعها من كرائمى ، وأوّل وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندى اللّهمّ إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك ، أو نفتن عن دينك ، أو تتابع بنا أهواؤنا (١) دون الهدى الّذى جاء من عندك
٢١١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
خطبها بصفين
أمّا بعد ، فقد جعل اللّه لى عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم علىّ من الحقّ مثل الّذى لى عليكم ، فالحقّ أوسع الأشياء فى التّواصف (٢) وأضيقها فى التّناصف ، لا يجرى لأحد إلاّ جرى عليه ، ولا يجرى عليه إلاّ جرى له.
__________________
(١) التتابع : ركوب الأمر على خلاف الناس والاسراع إلى الشر ، واللجاجة ، يستعيذ من لجاجة الهوى به فيما دون الهدى
(٢) يتسع القول فى وصفه حتى إذا وجب على الانسان الواصف له فر من أدائه ولم ينتصف من نفسه كما ينتصف لها