يخرج منه النّسيم ، وضرب يفلق الهام ، ويطيح العظام ، ويندر السّواعد والأقدام (١) ، وحتّى يرموا بالمناسر تتبعها المناسر (٢) ، ويرجموا بالكتائب تقفوها الحلائب (٣) وحتّى يجرّ ببلادهم الخميس يتلوه الخميس ، وحتّى تدعق الخيول فى نواحر أرضهم (٤) وبأعنان مساربهم ومسارحهم (٥) قال الشريف : أقول : الدعق : الدق ، أى : تدق الخيول بحوافرها أرضهم ، ونواحر أرضهم : متقابلاتها ، يقال : منازل بنى فلان تتناحر ، أى : تتقابل
١٢١ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فى التحكيم
إنّا لم نحكّم الرّجال ، وإنّما حكّمنا القرآن ، وهذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين (٦) لا ينطق بلسان ، ولا بدّ له من ترجمان ، وإنّما ينطق عنه الرّجال. ولمّا دعانا القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق
__________________
(١) «يندرها» ـ بوزن يهلكها ـ أى : يسقطها
(٢) المناسر : جمع منسر ـ كمجلس ـ القطعة من الجيش تكون أمام الجيش الأعظم
(٣) الكتائب : جمع كتيبة ، وهى من المائة إلى الألف ، والحلائب : جمع حلبة وهى ـ على ما فى القاموس ـ الجماعة من الخيل تجتمع من كل صوب للنصرة ، والخميس : الجيش العظيم ، وقيل : من أربعة آلاف إلى اثنى عشر ألفا.
(٤) دعق الطريق ـ كمنع ـ وطئه وطئا شديدا ، ودعق الغارة : بثها
(٥) أعنان الشىء : أطرافه ، والمسارب : المذاهب للرعى
(٦) الدفتان : صفحتان من جلد تحويان ورق المصحف ، والترجمان ـ بفتح التاء وسكون الراء وضم الجيم ، وربما ضموا التاء إتباعا لضم الجيم ـ هو من يفسر اللغة بلسان آخر ، قال الراجز كالترجمان لقى الأنباطا وقال الآخر قد أحوجت سمعى إلى ترجمان يقول عليه السّلام : لا اعتراض على فى التحكيم ، وقول الخوارج «حكمت الرجال» كلام غير صحيح ، لأننى إنما حكمت القرآن ، ولكن القرآن لا ينطق بنفسه ، فلا بد له ممن يترجم عنه.