امرؤ كرامة بقبولها (١) وليحذر قارعة قبل حلولها ، ولينظر امرؤ فى قصير أيّامه ، وقليل مقامه ، فى منزله حتّى يستبدل به منزلا (٢) فليصنع لمتحوّله ، ومعارف منتقله (٣) فطوبى لذى قلب سليم أطاع من يهديه ، وتجنّب من يرديه وأصاب سبيل السّلامة ببصر من بصّره (٤) وطاعة هاد أمره ، وبادر الهدى قبل أن تغلق أبوابه ، وتقطع أسبابه ، واستفتح التّوبة ، وأماط الحوبة. فقد أقيم على الطّريق ، وهدى نهج السّبيل
٢١٠ ـ ومن دعاء كان يدعو به عليه السلام كثيرا
الحمد للّه الّذى لم يصبح بى ميّتا ولا سقيما (٥) ولا مضروبا على عروقى بسوء ولا مأخوذا بأسوإ عملى ، ولا مقطوعا دابرى ، ولا مرتدّا عن دينى ، ولا منكرا لربّى ، ولا مستوحشا من إيمانى ، ولا ملتبسا عقلى ، ولا معذّبا
__________________
(١) الكرامة هنا : النصيحة ، أى : اقبلوا نصيحة لا أبتغى عليها أجرا إلا قبولها والقارعة : داعية الموت ، أو القيامة تأتى بغتة
(٢) حتى : غاية للقصر والقلة ، فقصير الأيام وما بعده ينتهى باستبدال المنزل بمنزل الآخرة
(٣) المتحول ـ بفتح الواو مشددة ـ : ما يتحول إليه. ومعارف المنتقل : المواضع التى يعرف الانتقال إليها
(٤) أى : باستنارته بارشاد من أرشد وطاعة الهادى الذى أمره ، تغلق أبواب الهدى بالموت. والحوبة ـ بفتح الحاء ـ : الاثم ، وإماطتها : تنحيتها
(٥) ميتا : حال من المجرور ، و «أصبح» تامة.