يتجاورون. فاحذروا عباد اللّه حذر الغالب لنفسه ، المانع لشهوته ، النّاظر بعقله ، فإنّ الأمر واضح ، والعلم قائم ، والطّريق جدد ، والسّبيل قصد (١)
١٥٧ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لبعض أصحابه وقد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال :
يا أخا بنى أسد ، إنّك لقلق الوضين (٢) ترسل فى غير سدد! ولك بعد ذمامة الصّهر وحقّ المسألة ، وقد استعلمت فاعلم : أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ـ ونحن الأعلون نسبا ، والأشدّون برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، نوطا (٣) ـ فإنّها كانت أثرة شحّت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس
__________________
(١) الجدد ـ بالتحريك ـ : المستوى المسلوك ، والقصد : القويم
(٢) الوضين : بطان يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج ، فاذا قلق واضطرب اضطرب الرحل فكثر تململ الجمل وقل ثباته فى سيره ، والارسال : الاطلاق والاهمال ، والسدد ـ محركا ـ : الاستقامة ، أى : تطلق لسانك بالكلام فى غير موضعه كحركة الجمل المضطرب فى مشيته ، والذمامة : الحماية والكفاية ، ومثله الذمام ـ بكسر الذال فيهما ـ ويروى «ولك بعد ماتة الصهر» وهو اسم فاعل من «مت إليه يمت» والمعنى واحد ، والصهر : الصلة بين أقارب الزوجة وأقارب الزوج ، وإنما كان للأسدى حماية الصهر لأن زينب بنت جحش زوجة رسول اللّه كانت أسدية. وليس الصهر أن عليا رضى اللّه عنه قد تزوج من بنى أسد ، كما زعم بعض شارحى كلامه
(٣) النوط ـ بالفتح ـ : التعلق ، والأثرة : الاختصاص بالشىء دون مستحقه والمراد بمن سخت نفوسهم عن الأمر أهل البيت